معالم الدولة جديدة 1

الأربعاء، 7 سبتمبر 2011

المراقب للواقع المصري لا يجد أى معالم لأى دوله مصرية جديدة تختلف جوهريا فالدول تنشأ
نتاج حراكـ مجتمعى ولأسباب ومؤشرات إجتماعية وثقافية وفكرية والتى تتشكل نتاجا لأحداث وظروف وأفكار تنتشر فى البداية ثم يتبانها أقلية إلى أن تتحول إلى تيار رئيسى يقود حراك المجتمع وعلى هذا تبدأ معالم الدولة الجديدة فى الظهور والتشكل وبالقياس على مصر ما بعد الثورة فإن هذا لم يحدث بعد وبالتالى معالم الدولة الجديدة لا تزال مبهمة فلا أحد يعرف هل ستكون دوله مدنية بمرجعية دينية أو بدون ولا أحد يتيقن بصفة القائد القادم هل سيكون ليبراليا أم شيخا !!

حتى الثورات التى قامت على مر التاريخ وأقامت دولا جديدة كان لها قاده وأفراد يتبنون أفكارا تؤثر على مرجعياتهم يؤثرون بها فى الحراك المجتمعى ومن ثم فى تكوين الدول فالثورة الفرنسية مثلا إحتاجت إلى الأساس الفكرى والخلقى الذى أوجده جان جاك روسو وفولتير وأيضا الإنقلاب الروسي لم يكن ليظهر لولا أفكار كارل ماركس وفلاديمير لينين التى انتشرت يين الشعب العامل (البروليتاريا) وبالتالى سقط النظام الرأسمالى ,حتى النازية الألمانية لم تكن لترسخ جذورها فى الشعب الألمانى لولا أفكار جوته وهيجا ونيتشه وفيشته.
حتى الدوله الجديدة االتى جاء بها وأسسها محمد نبي الإسلام جاءت أيضا بأفكار جديدة ترتقى بإنسانيه وأخلاق أقوام تعفنت أفكارهم من ظلمتها ووثنيتها وهذه الدولة لم تقم ولم تنشأ إلا بعد أن إعتنق أفرادها الأفكار الجديدة التى كان مصدرها (الدين الجديد).

واقعيا يبدو أن التيار الرئيسى المصرى والذى مفترض أن يقود المجتمع لم تظهر ملامحه بعد صحيح أن هناك اتفاق على تحقيق مبادئ رئيسية مثل العدالة والحرية وتقيق أهداف كبيرة مثل النمو الإقتصادى والعلمى لكن لا يوجد ما يبشر بظهور المنهج والمرجعية التى ستقود البلاد وهذا هو ما قصدته بغياب معالم الدولة الجديدة بسبب غياب الأفكار الجديدة ولا يشترط أن تظهر أفكار جديدة ولكن عالأقل إعاده طرح أفكار قديمة برؤية وروح عصرية تتناسب وظروف وروح العصر.

محمد الجزار
25أغسطس 2011

0 التعليقات:

إرسال تعليق